يوسف التبابي:
من بين النخب الفنية والثقافية التي أنارت درب الفنون بالمغرب المبدع الرقيق الحاج محمد الباتولي الذي حبس الأنفاس وهو يركن إلى القصيد عاشق للكتابة في أصعب تجلياتها عمل من خلالها على بناء انطولوجيا شعرية وزجلية محتفيا بالكلمة إلى مدارج الصفاء والسمو الإنساني …
من يتحدث عن الحاج محمد الباتولي لن ينسى رائعته مونبارناس التي أداها عبد الوهاب الدكالي وكانت شعلة من الفن الإنساني ألهبت كل المهتمين بقضايا العنصرية في حكي سردي يرصد بضمير الأنا كيف أن العنف أصبح لعبة يومية من الكر والفر بين المهاجرين في أوربا وهم يتصيدون اللحظات من البحث عن العيش الكريم ، كما قام بتحويل قصة خربوشة كما اشتهرت في الرصيد الثقافي الشعبي المغربي في علاقتها بالقايد عيسى بن عمر الى قصيدة جميلة اختار لها نفس الاسم وهي الاغنية التي غنتها المطربة حياة الادريسي بنسق عصري جديد .
الأستاذ محمد الباتولي لا يحب الاستسهال في الكتابة فهو ينزوي من اجل التفكير بشكل أعمق من اجل عمل يراهن على الجودة على مستوى الموضوعات كان آخرها إخراجه من جديد الفنان المغربي عبد الوهاب الدكالي، إلى جمهوره من خلال أغنية “راحنا خوا”، بنى من خلالها المبدع محمد الباتولي لتجليات الإخوة والمحبة وفي رسالة عشق إلى الشعبين المغربي والجزائري بعد الحرب الإعلامية التي شنتها الأجهزة الجزائرية عقب أحداث معبر الكركرات، بالإضافة إلى التهديدات التي يلوح بها النظام العسكري الجزائري بهدف خلق الفتنة بين الشعبين...
تعليقات الزوار ( 0 )