عبد الرزاق الخاوة :
دعني يا صديقي لقد تعبت من التعب واتركني الان لقد تعبت من التعب نفسه ، كل شيء مرده الى الاشياء بعد جهد الحركة ، التعب هو حالة استسلام يلقي فيها كل محارب سلاحه ويطلب الخلود الى الراحة وكانه الغاية التي يسعى اليها المرء وينشدها في كفاحه الارعن ،فحين تتكسر اسلحته وتتلاشى طموحاته وينهار جسده وتتيبس اغاني الحماسة في فمه يطلب الراحة.
والراحة قد لا تكون راحة ، قد تكون شيئا اخر هو الضعف والوهن والعجز ولكننا نسميها راحة لأننا سئمنا وعجزنا فالقينا عصا الرحلة وجلسنا ممدوي الارجل نسند ظهورنا لأي حائط يشدها .
قد نجد شيئا من متعة الاستسلام وقد ندها حسرة وقد نجدها مرضا ثم موتا ولكنها في النهاية راحة ، هي راحة الجسد راحة الارجل من السير واليدين من العمل والاكتاف من العمل والعقل من التفكير.
كثيرا من اللذين كافحوا وصلوا الى هذه الرحلة وكثيرا من الذين جاعوا وصلوا الى هذه الرحلة وكثيرا من اللذين ناموا واستتمتعوا ايضا وصلوا اليها .
انها المحطة الاخيرة لذلك القطار الذي ظل يسير حتى كلت عجلاته من المسير فاذا وصل الى هذه المحطة القى احماله ونام ، حينها سنظل فقط نستعرض مشاكل تلك الرحلة الطويلة ، فهل نجحنا حقا في رحلتنا تلك … اننا افنيناها في النزهات وصغائر الامور التي نراها جليلة ؟
هل كنا في رحلتنا تلك بشرا حقيقيين ،فقمنا بواجبنا البشري وكنا عتاة جبارين او صغارا ادلاء تافهين ؟ هل كنا نستحق الرحلة من بداياتها ..؟
انه سؤال يطرحه كل اولئك الذين ينسلون ظهورهم الى حائط التعب …..
تعليقات الزوار ( 0 )