ظاهرة النقل السري باقليم الجديدة ، الوجه الاخر للتلاعب باروح الناس في تحد صارخ للقانون

الجديدة – منير الدكالي
أضحى اقليم الجديدة من بين الاقاليم المغربية المعروفة بتفشي ظاهرة النقل السري ، حيث اصبح التطبيع مع الظاهرة عاديا ، وأصبح الركوب مع الخطافة أمرا من البيدهيات التي تتم امام المسؤولين ومنهم رجال الدرك الملكي ، لاسيما في العالم القروي، حيث تنعدم وسائل النقل العمومي، أو بسبب قلته، وهو ما يحصل أيضا في الوسط الحضري، خصوصا أثناء فترات الذروة، أو في الأوقات المتأخرة من الليل.
الظاهرة التي ميزت اقليم الجديدة تفشت اكثر مع الحجر الصحي حيث نشط الخطافة بشكل كبير وهو ماتم رصده من خلال تتبع العديد من المواقع الاخبارية المغربية للكثير من حالات التسرب التي تم ضبطها بالمنطقة بحكم اشتغال ابناء المنطقة بالدار البيضاء او ببقية المدن المغربية الاخرى .
كما عرف الاقليم العديد من حوادث السير الخطيرة، إذ أن ضريبة استعمال هذه الوسيلة ثقيلة، خصوصا وأنها خارج القانون بلغة مدونة السير، الأمر الذي يجعل مصير ركابها فوق كف عفريت، وهو امر اصبح من العادي بحكم وجود العديد من الدواوير الواقعة بهوامش عاصمة دكالة ، لا تربطها وسائل النقل العمومي؛ سيارات الأجرة الكبيرة، أو الحافلات، أو النقل المزدوج، مما يجعل ساكنة هذه الدواوير، تقبل على الخطافة، وكذا الشاحنات الكبيرة التي تقوم مقام السيارات في الصباح الباكر.
الصورة التي ينشرها الموقع تحمل اكثر من دلالة من خلال سيارة نقل سري تحمل اكثر من العدد المسموح به بما في ذلك الأماكن المتواجدة في الأمام، أي قرب السائق، حيث يشغلها بعض المواطنين في تحد للقانون في رحلة محفوفة بالمخاطر ويشتم منها رائحة الموت دون نسيان الحالة الميكانيكية السيئة لتلك السيارات والتي غالبا ما تلج طرقا وعرة قد يؤثر على توازن السيارة في المنعرجات الملتوية.
تهور السائق والحالة السيئة للسيارة وغياب رجال الدرك الملكي في الطريق لمراقبة وغياب التامين مثل هذه الممارسات غير القانونية، والتلاعب بأرواح المواطنين، اضحى واقعا كارثيا على مستوى إقليم الجديدة والنواحي مرورا بسيدي بوزيد و الجديدة وأزمور و مجموعة من النقط التي تشكل بؤرة لتكاثر الخطافة تحت أنظار ومسمع من رجال الدرك الملكي خصوصا وأن نقط تجمعهم وانطلاقهم تكون دائما بالقرب من سريات الدرك الملكي .