فؤاد الجعيدي يكتب .. الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال .. لحظة للتفكير بصوت مسموع في موضوع الإعلام كأحد الأوراش المؤجلة

مساحة اعلانية

فؤاد الجعيدي

الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال، حققت في ندوتها ليوم السبت 21 مايو 2022، لحظة للتفكير بصوت مسموع في موضوع الإعلام كأحد الأوراش المؤجلة.

لا أحد اليوم ينكر، على أن الدولة المغربية وتحت قيادة عاهل البلاد، خاضت في جبهات متعددة، وبجٍرأة لم يسبق لها مثيلا، في تجديد الاختيارات وفتح الأوراش الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، ودعوة النخب السياسية دون لف ولا دوران، في تحمل مسؤولياتها، اعتمادا على الكفاءات في إدارة الشأن العمومي، والجرأة بلغت مداها في المطالبة الملكية، باستحضار نماذج تنموية جديدة،  بعدما بلغت الاختيارات القديمة درجة إشباعها في إنتاج مزيد من الفقر والهشاشة لفئات واسعة.. ولم تتردد المؤسسة الملكية في إنزال العقاب على كل من تقاعس وتكاسل في تتبع المشاريع ومرافقة إنجازها.

لكن هذه المواقف تعني اليوم، أن هذا المغرب الصاعد الذي توجد فيه إرادة قوية لإحداث القطائع، مع كل ما من شأنه أن يضر بالمكاسب المسجلة في العمق الإفريقي أو العلاقات الدولية..

لكن على الجبهة الإعلامية، حدثت تعثرات حالت دون إتمام عمليات تحرير القطاع التي ابتدأت سنة 2002 ، لكنها لم تكتمل، علما ما تقدمت به من فضائل التي غدت تهتم باليومي، في مقاربات متنوعة وقناعات يقع عليها التنافس في الإذاعات الخاصة، خارج احتكار الدولة للقطب العمومي، ويساهم فيها شباب يعكس بعضا مما يعتمل في المجتمع من مخاضات تعبيرية جديدة في تناول المحتوى الإعلامي.

بل الأقطاب العمومية لم تترد في خلق برامج لاستطلاع رؤى مستقبلي المنتوج الإعلامي المحلي وما يكوننه حول من آراء ومواقف..

لكن حين نقترب من مواقف الهيئات النقابية والناشرين والصحافيين أنفسهم، تظل الرؤية السوداوية هي المتحكمة لدى كل الفاعلين والمعنيين والمنتجين للمحتويات الإعلامية؟

صحافتنا تعاني الهشاشة، والأوضاع السوسيو مهنية للعاملين تؤشر لواقع يلفه البؤس..

البحث الأكاديمي يقر بأعطاب، علمية ومعرفية وتقنية للعاملين وينظر إلى القوانين المؤطرة، أنها لم تقو على تحقيق الأوكسيجين الكافي لإنعاش هذا القطاع الاستراتيجي، الذي يحتاج لمزيد من الجرأة والحرية للقيام بأدواره في مرافقة التحديات الناشئة وطنيا وإفريقيا وعربيا ودوليا.

والعديد من التجارب الدولية، أثبت قدرة ونجاعة الإعلام على مواجهة تحديات الصراع القائم بين اقتصاديات الدول، ومنحها القدرة على تسويق مواقفها والتصدي لخصومها وأن تكون صمام أمان لشعوبها.

ونحن في هذه الظروف، ما أوجنا لمثل هذا الإعلام الذي يؤطر ويشارك في توجيه النقاشات العمومية، وحماية جمهور الناشئة من كل تعتيم وتحريف للحقائق.

أذكر للأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، دعواته المتكررة سواء للنقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام، أو للفريق النيابي للاتحاد المغربي للشغل بالغرفة الثانية، أن يتولوا هذا الرهان بما تقتضيه الظروف من جذب النخب السياسية لتطارح قضايا الإعلام في جوانبه القانونية والحقوقية والدستورية، لكن في ارتباطاتها بالعنصر البشري وأوضاعه الاجتماعية.

اليوم الأصوات تتعالى، وتشخيص الاختلالات ساهم فيها كل من له علاقة باطنية وخارجية بالإعلام، والحكومة تظل تحركاتها محتشمة لكن ما ينبغي السعي إليه هو عقد مناظرة وطنية تهتم بسبل ودعائم نهضة إعلامنا الوطني، وتوسيع المشاركة فيه لكل هذا الخزان البشري الذي تتوفر عليه مؤسساتنا الإعلامية والجامعية

شارك المقال
  • تم النسخ
مساحة اعلانية
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي