حفلات الـ Gala… بين متعة الجمهور والحاجة إلى التنظيم

مساحة اعلانية

النبأ24/جونادة الكرمي
أصبحت حفلات الـ Gala واحدة من أبرز الأنشطة الفنية التي تشهد إقبالاً متزايداً في المغرب، حيث يعمد منظموها إلى كراء قاعات خاصة، استقدام فنانين من داخل وخارج البلاد، وبيع تذاكر للجمهور الراغب في عيش تجربة فنية مختلفة. هذه المبادرات الفنية تعكس حيوية الساحة الثقافية والفنية، لكنها في المقابل تطرح عدة إشكالات بسبب غياب التأطير والتنظيم الكافي.

العديد من هذه الحفلات تُقام دون تراخيص واضحة من الجهات المسؤولة، مما يجعلها خارج الإطار القانوني. كما أن مداخيل بيع التذاكر غالباً لا تخضع لأي نظام ضريبي، وهو ما يضعف الموارد المالية للدولة ويخلق نوعاً من الفوضى في القطاع الفني. إضافة إلى ذلك، يتم أحياناً تجاوز الطاقة الاستيعابية للقاعات المستعملة دون احترام معايير السلامة والأمن، مما قد يشكل خطراً على الحاضرين.

رغم هذه الاختلالات، لا يمكن إنكار الدور الذي تلعبه حفلات الـ Gala في تنشيط الحياة الفنية، وإتاحة الفرصة للجمهور للتواصل المباشر مع فنانين مفضلين، فضلاً عن كونها مصدر رزق لعدد كبير من الشباب العاملين في مجالات التنظيم، الأمن الخاص، والإشهار.

الحل إذن لا يكمن في التضييق على هذه المبادرات، بل في تأطيرها عبر فرض تراخيص واضحة، وإلزام المنظمين بأداء الضرائب المستحقة، وضمان احترام معايير الأمن والسلامة، مع مراقبة دقيقة لعملية بيع التذاكر.

إن تنظيم حفلات الـ Gala بشكل قانوني سيساهم في حماية الجمهور، وضمان حقوق الفنانين والمنظمين، ودمج هذا النشاط في الدورة الاقتصادية الرسمية، مما يعزز مكانة المغرب كوجهة فنية وثقافية حديثة ومنفتحة

شارك المقال
  • تم النسخ
مساحة اعلانية
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي