سطات: اللحوم بمجزرة سيدي محمد برحال تشكل خطرا على صحة المستهلكين

مساحة اعلانية

تعيش المجزرة الجماعية بسوق خميس سيدي محمد برحال بإقليم سطات وضعا مزريا، بحث لا تتوفر على الحد الأدنى من الشروط التقنية والصحية المنصوص عليها قانونا، كما هو محدد في دفتر التحملات الخاص بالمجازر الجماعية.

وكان مفتشو المصلحة البيطرية لسطات أنجزوا تقييما خلال سنتي 2020 و2021، كشف بأن الحالة الراهنة لهذه المجزرة لا تسمح بإنتاج لحوم تستجيب لمعايير الجودة والسلامة، مما يشكل تهديدا مباشرا لصحة المستهلكين، وهو ما أدى إلى عدم حصول المجزرة على الاعتماد الصحي، خاصة في ظل غياب أي تأهيل للمرافق، واقتصار نشاطها على يوم السوق الأسبوعي فقط.

إن الوضع المتدهور لا يقتصر فقط على المجزرة، بل يشمل أيضا مجمل مرافق السوق الأسبوعي، الذي يعرف حالة من الفوضى والإهمال، وسط صمت المجلس الجماعي. فقد سبق لعدد من فعاليات المجتمع المدني وسكان جماعة خميس سيدي محمد برحال أن دقوا ناقوس الخطر، محذرين من انعدام شروط النظافة، وتدهور البنية التحتية، وغياب الإنارة العمومية، وانتشار الأوساخ، وتراجع حالة السور الخارجي، إضافة إلى غياب الحراسة واحتلال الملك الجماعي من طرف الغرباء دون سند قانوني. هذه الظروف السيئة لم تسلم منها المجزرة الأسبوعية، التي تُسجّل فيها اختلالات خطيرة، من بينها غياب الأبواب، وسوء تجهيز مرافق الذبح، وانعدام شروط الذبح السليم.

من جهة أخرى، أشار المهنيون إلى أن المشاكل التي تعاني منها المجازر الأسبوعية بالإقليم تتجاوز مكان الذبح لتشمل أيضا طريقة نقل اللحوم، حيث تستعمل وسائل نقل تفتقر إلى شروط النظافة والسلامة، ما يجعلها مصدرا إضافيا للخطر على صحة المستهلك، خصوصا أن القانون يمنع نقل اللحوم خارج الجماعة في غياب الشروط المعمول بها داخل المجازر العصرية، التي تتوفر على تجهيزات وشهادات مراقبة بيطرية صارمة.

من جهتهم، وجه المهنيون وجمعيات الجزارين في الإقليم دعوات متكررة للسلطات المحلية، من أجل التدخل العاجل لتأهيل المجازر الجماعية وتحسين ظروف الاشتغال بها. كما طالبوا بضرورة تفعيل المراقبة البيطرية الدورية، ووضع حد لفوضى عرض اللحوم والدواجن في ظروف غير صحية، داعين إلى إرساء منظومة متكاملة تضمن السلامة الصحية للمواطنين، وتشجع على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي الذي يعاني من التهميش وغياب المعايير. ورغم الزيارات السابقة التي قامت بها لجان محلية وإقليمية إلى بعض المجازر بالإقليم، فإن الوضع لا يزال على حاله، دون تسجيل أي تحرك فعلي لمعالجة هذه الاختلالات البنيوية.

شارك المقال
  • تم النسخ
مساحة اعلانية
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي